الأحد، 6 سبتمبر 2009

مهمة الكاتب

يقول أحد الكتاب إن مهمة الكاتب ليست في إضعاف النفوس بل في تحريك الرؤوس و كل كاتب لا يثير في الناس رأياً أو فكراً أو مغزى يدفعهم إلى التطور أو النهوض أو السمو على أنفسهم و لا يحرك فيهم غير المشاعر السطحية العابثة و لا يقر فيهم غير الاطمئنان الرخيص و لا يوحي إلا بالإحساس المبتذل و لا يمنحهم غير الراحة الفارغة و لا يغمرهم إلا في التسلية و الملذات السخيفة التي لا تكون فيهم شخصية و لا تثقف فيهم ذهناً و لا تربي فيهم رأياً لهو كاتب يقضي على نمو الشعب و تطور المجتمع

الخميس، 20 أغسطس 2009

أناس على هامش الحياة



عندما تسير فى شوارع مصر ترى مشهدا متكرر لامرأة مسكينة تمسك ببعض المناديل لتبيعها وأخرى تبيع بعض البسكوتات و أخرى مريضة وأخرى تمشى بزوجها أو إبنها أو أمها أو أبيها المريض وأخرى تمسك بروشتة العلاج وأخرى تمسك ببعض الأذكار وجزء عم و أخرى تطلبها منك صريحة و رجال يجلسون بمطارقهم فى الشارع منتظرون أرزاقهم (الفواعيل) واّخرون عمال نظافة يشرقون مع الشمس ولكنها تسبقهم فى الرحيل ينتظرون شىء من هنا وشىء من هناك واّخر عامل بسيط يتحكم فيه خلق الله ويعملوا معاه اللى بيتعمل فيهم وواحد يوقفك يقلك مش معايا فلوس السفر وتانى مش معاه فلوس جواز بنته وتالت مراته ولدت ومش معاه فلوس المستشفى وكتير من كدة وناس تحت الكبرى بتورنش وناس تحت الكبرى بتنام سقف بيتها الكبرى وبيتها الشارع وسريرها الرصيف وناس من الزهق ما بقيتش بتتكلم ان جالها حاجة هى مش واخدة بالها أصلا وان ما جلهاش ما هى طول حياتها عايشة كدة مش فارقة وناس دايرة مع الأتوبيسات يوزعوا عليك جزء عم أو أدعية أو شوكولاتة ملهاش اسم منتهية الصلاحية أو بنسة شعر أو ميداليات ناس عاملة زى الانسان الاّلى توزٌع الحاجة عليك وتخدها منك تانى كأن دى شغلتها ورجالة تانية مكانها الصحة النفسية بقى الشارع هو بيتها وأطفال صغيرة عاملة نفسها بتذاكر فى الشارع جنبها شوية مناديل ما تخدش بالك منها الا اذا خبطت فيها وأطفال تانية عبارة عن شوية قرود يمسكوا فيك لحد ما ما يخدوامنك أى حاجة أكل، فلوس شعارهم فى ذلك "اللى يجى منك يسد أى حاجة" والناس اللى شغالين فى الجمعيات -الله يكون فى عونهم- بيشوفوا من الحاجات دى كتير وحاجات تانية كتير أوى ما تعدش...... .

أنا متأكد تماما أنك شفت حاجة زى كدة سواء أنت من مصر القديمة أو حتى الجديدة من أسوان أو حتى شرم من وجه قبلى أو بحرى وكأننا نعيش فى عصور أوروبا المظلمة التى كان الناس ساعتها بيموتوا فى الشوارع بسبب الجو أو الجوع أو المرض وكأننا نرجع للوراء 15 قرن أو أكثر، رحم الله سيدنا عمرو بن العاص عندما بعث إليه سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنهما يطلب منه المعونة فكانت مصر مزرعة لكل المسلمين، معقولة لو سيدنا عمر لو كان عايش كان هيرضى إننا نستورد أكل قطط وكلاب ب2 مليون جنيه فى 6 شهور وفى ناس كتير أوى مش لاقية جنيه واحد فى 2009 تجيب بيه حاجة .

قل لى بالله عليك كيف لهذا الانسان أن يعمل وكيف له أن يعمر الأرض وهو سقف طموحه أنه يوفر لقمة ليه ولعياله الثانية الجاية أو قول اللحظة الجاية لحد ما تفرج وكيف له أن يفكر والرزق كابس على تفكيره وكيف له أن يحفظ عرضه وهو بينام فى الشارع وكيف له أن يتق الله وهو شايف أن الناس وحوش كاسرة ظلماه من حقه ياخد منهم أى حاجة وكيف له أن يربى أبناؤه وفاقد الشىء لا يعطيه ومن شبه أباه فما ظلم وكيف له أن يعبد الله وهو شايف أنه ظالمه وساخط عليه وأسئلة تانية كتير قولى بالله عليك ازاى.

قل لى بالله عليك أهذا هو الانسان الذى قال عنه الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " ، أهو الذى قال عنه الله أنه خليفته فى الأرض "وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ،أم يمكن أن يكون هذا الانسان هو طور من أطوار الانسان ولم يرتق بعد الى مرتبة الانسان كما قال دارون فى نظريته المرفوضة قطعا فقد خلقه الله انسان فى أحسن تقويم .

كيف لهذه الأمة أن تفوق من غيبوبتها وهناك تقارير أجرتها بعض المنظمات المستقلة تقول أن نسبة الفقر فى مصر 45% عارف ده معناه ايه، معناه إن -على الأقل- 45% من شعب مصر ما يعرفش انه انسان مع شباب كتير بتشرب مخدرات وشوية ناس واخدة الحياة بلطجة وشوية اليأس سيطر عليهم وبقوا عاملين زى الموتى الأحياء الفرق بينهم وبين الموتى إن لسة جسمهم ما إتحللش وشويتين من هنا وتلاتة من هنا والبقية تأتى.

اشترك فى جمعية، محو أمية، كفالة ثقافية، صاحبهم، ابتسم لهم فوالله لها مفعول السحر، ساعدهم على فتح مشروع، ساعد أطفالهم على التعلم، اربطهم بالمسجد، عد مرضاهم، اكسهم، اطعمهم فلى رمضان. أوجه الخير كتير أوى المهم تعمل حاجة. لازم نسحب الناس دى للحياة بكل ما أوتينا من قوة وعزم ونعمل اللى علينا " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " ولا نيأس " إِنَّهُ لاَ يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ " ولا نعجز فإن المؤمن لا يعجز ودع الاّمال جانبا فإنه لن يغير واقعنا إلا أنفسنا وانزل الى ميدان العمل وليكن شعارك " التعيير يبدأ بى ".

لا تنسى دعاؤهم فرب أشعث أغبر لا يأبه له إذا أقسم على الله لأبره واعلم إن مساعدتك لهم هى فى الحقيقة عمليه " إحياء " يقول الله سبحانه وتعالى "
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"